زحل : الكوكب البديع


إن منظار فلكيا بسيطا أكثر من كاف ليتيح لنا التمتع بمنظر زحل الرائع المحاط بحلقاته البديعة، منظر يصعب نسيانه. نحن وإن كنا لا ننكر أن ذلك المنظر قد يبدو لنا مألوفا لكثرة مشاهدتنا له في كتب الجغرافيا أو في سائر المصادر العلمية إلا أن هذا كله لا يعد شيئا أمام المشاهدة الحقيقية لهذا الكوكب المتوهج يتألق وسط بهيم الليل.


قياسا للضخامة يحتل زحل المرتبة التانية بعد المشتري : يبلغ قطره عند خط الاستواء 120000 كلم. دورانه المحوري الفائق للسرعة 59 ثا 13 د 10 سا ( عند خط الاستواء ) يكسبه تسطحا واضحا يفوق تسطح المشتري بحيث يبلغ قطره في القطب 108600 كلم. تيلغ كثافة زحل 95 مرة كثافة الأرض وتزيد عن مجموعة كثافة الكواكب الأخرى متجمعة بالطبع إذ إستثنينا منها المشتري. في المقابل إن أبرز ما يتميز به زحل هو ضعف ثقله النوعي البالغ 40،7/سم مربع أي ما يقرب من نصف الثقل. تستغرق دورته حول الشمس 29،46 سنة بمتوسط بعد عنها يبلغ 1467 مليون كلم.


باطن زحل :


تحيط بزحل طبقة من الهيدروجين شبيهة بتلك التي تحيط بالمشتري ولكنها أكثر كثافة. تليها طبقة من الهيدروجين المعدني السائل التي تغلف نواة نواة صخرية يفترض أنها أكبر بكثير من نواة المشتري. تشكل هذه النواة 21 بالمائة من حجم هذا الكوكب ( لا تشكل نواة المشتري سوى ما نسبته 6 بالمئة من حجمه ).


تشبه الطبقة الخارجية المرئية من جو زحل مثيلتها عند المشتري بما تبديه من شرائط داكنة ومضيءة وإن كانت هنا تختلف هنا عنها اختلافا تاما شكلا ولونا. تمثل الجادبية دورا مهما في هذا المجال. عملت جادبية المشتري القوية على ضغط الغيوم الخارجية بحيث شكلت طبقة بسماكة 75 كلم تقريبا. جاذبية زحل أضعف بكثير من جاذبية المشتري مما يعني تعرض الطبقات الجوية الجاذبية أخف وهكذا تغدو بسماكة تقرب من 300 كلم.


التكوين الجوي هو الاخر مختلف أيضا. يحتوي فضاء المشتري على ما نسبته 86 بالمائة من الهيدروجين و 17 بالمائة من الهيليوم بينما يحتوي فضاء زحل على ما نسبته 88 بالمائة من الأوكسجين و11 بالمائة من الهيليوم.


الحلقات :


من على الأرض يمكننا رؤية الأقسام الأساسية المكونة لنظام الحلقات البديع الذي تزين زحل. تتألف هذه الحلقات من مجموعات صغيرة لا تعد ولا تحصى من الجليد والغبار، يتراوح حجم هذه المجموعات ما بين عدة أمتار إلى بضعة ميكرونات. ولقد أظهرت الأبحات التي إستندت إلى المعلومان التي قدمتها المساير الفضائية مؤخرا أن كل واحدة من هذه الحلقات كانت مكونة من ئمئات الحليقات التي تداخلت بطريقة متراكزة.


الكواكب التابعة أو < االأقمار > :


هناك 21 < قمرا > تدور في فلك زحل. أضخمها < تيتان > البالغ قطره 5150 كلم. يتألف جو تيتان من الآزوت بنسبة كبيرة ( 90 بالمئة ) إضافة غلى الميتان والأرغون. بلغت سماكته حدا حالت بين المسير الفضائي < فواياجيرا > وبين إلتقاط صورة لتربته.


قوة الضغط على سطح تيتان تفوق 60 مرة قوته على سطح الأرض، أما درجة الحرارة هناك فهي 177 تحت الصفر. هذه الأمور جميعا لنا تلك البيئة الخاصة لهذا الكوكب التابع : < كثبان > من الميتان المجلد في القطبين، مساحات شاسعة من الميتان السائل في الأماكن المنخفضة. بل ربما كانت تمطر ميتانا !.


أقمار ستة ذات مقسات على شيء من الأهمية هي : فيبيه وميماس وانسيلاد وتيتيس واييابيتيس ورييا.


أما الأقمار الأربعة عشر الباقية فهي ذات أشكال غير عادية. كما هي الحال مع المشتري فإن التوزيع المحوري لأقمار زحل صورة مصغرة عن شكل توزيع المجموعة الشمسية بوبجه الإجمال.

0 التعليقات:

إرسال تعليق