المشتري : الكوكب العملاق


يحتل المرتبة الخامسة في بعده عن الشمس المشتري أكبر كواكب المجموعة الشمسية. توازي كثافته 318 كثافة الأرض، كما أن قطره الإستوائي أكبر من قطرها بإحدى عشرة مرة. أما حجه فهو 1340 مرة حجم أرضنا. يشكل المشتري وحده 70 بالمائة من كثافة مجموع كواكب النظام الشمسي با في ذلك الشمس. تستغرق دورته حول الشمس 11،86 سنة بمتوسط بعد عنها يساوي 778 مليون كلم.


رغم مقاساته الكبيرة يدور المشتري حول نفسه بسرعة تفوق سرعة باقي الكواكب إذ يكمل دورته تلك خلال 33 ثا 50 د 9 سا عند خط الاستواء و 41 ثا 55 د 9 سا في منطقة القطبين. هذه السرعة الحادة القوية منحت قطبي الكوكب تسطيحا واضحا بحيث إن قطره عند خط الاستواء يبلغ 143000 كلم فيما يبلغ قطره عند القطب 135000 كلم. وقد عبر هذا الواقع عن نفسه ببروز انفتاح ظاهر في المنطقة الاستوائية تسهل رؤيته من الأرض بواسطة أي منظار فلكي.


يعتبر المشتري واحدا من أكثر الكواكب توهجا ولمعانا في سمائها على قدر ( مقدار النور في النجوم ويقال له أيضا مراتب العظمة ) يساوي ما بين ـ 2،5 إلى ـ 1،4. إذا نظرنا إليه في التلسكوب يبدو لنا مخططا أو موشحا بمناطق قاتمة وأخرى مضيئة متعددة الألوان من أحمر إلى برتقالي، إلى بني فأصفر. المناطق المضيئة هي المناطق التي تستقبل الغازات المنبعثة من باطن الكوكوب إلى سطحه حيث تبرد. أما المنطق القاتمة فهي المناطق التي باتت فيها الغازات أقل سخونة وبالتالي أخذت بالعودة إلى داخل الكوكب.


البقعة الكبيرة الحمراء :


كانى الفلكي كاسيني أول من شاهد بواسطة التليسكوب البقعة الكبيرة الخمراء الواقعة في النصف الجنوبي من المشتري وذلك في العام 1665. إنها تتخذ شكلا اهليليا وتغطي مساحة شاسعة بحيث يبلغ طولها حوالي 40000 كلم وعرضها 14000 كلم، لقد أثبتت المعطيات الحديثة التي أدتها بها المساير الفضائية أن الأمر يتعلق بحدث جوي لم يتوصل العلماء حتى الآن إلى تحديد أسبابه بدقة.


باطن المشتري :


لا يشكل القسم المرئي من المشتري سوى الطبقة الخارجية من جوه الكثيف. يشتمل هذا الكوكب على ثلاث طبقات أساسية. الطبقة الخارجية وهي غنية جدا بالهيدروجين وتبلغ سماكتها 20000 كلم. يبلغ الضغط في قعر هذه الطبقة درجة قوية بحيث يفقد ذرات الهيدروجين بعضا من إلكتروناتها ويتحول هذا الغاز إلى مزيج سائل يعرف باسم < الهيدروجين المعدني >. تستقر هذه الطبقة الجديدة التي تبلغ سماكتها حوالي 40000 كلم على نواة صخرية ثقيلة جدا مؤلفة من الحديد والسيليكات ( الصوان ).


الأقمار ( الكواكب التابعة ) الغليلية :


للمشتري 16 كوكبا تابعا تدور حوله. 1640 م اكتشف غاليله أكبر أربعة منها، لذلك عرفت باسم موحد هو < الأقمار الغاليلية >. هذا لا ينفي اكتشاف هذه الأقمار من قبل عالم آخر هو سيمون ماريوس قبل أن يكتشفها غاليله ببعض سنوات، وقد أطلق عليها هذا العالم الأسماء التالية : إيو وأوروبا وغانيميد وكاليستو.


يبلغ قطر إيو 3630 كلم وتستغرق دورته المحورية 1،77 يوم بمتوسط بعد 322600 كلم. إنه القمر الأكثر كثافة من بين أقمار المشتري وينتشر على سطحه عدد من الباركين الثائرة. أوروبا أصغر الأقمار الغاليلية الأربعة، قطره 3140 كلم. تغطيه طبقة من الجليد تقدر سماكتها بحوالي 100 كلم تخترقها شبكة من الشقوق الطويلة.


يغطي الجليد أيضا كلا من غانيميد وكاليستو، ولكننا نلاحظ فيهما العديد من الفوهات والفجوات. غانيميد أكبر أقمار المشتري، بل وأكبر أقمار المجموعة الشمسية : يزيد قطره البالغ 5276 كلم عن قطر عطارد. إضافة إلى الفوهات البارزة فوق سطحه هناك مناطق عديدة مليئة بالأخاديد. كاليستو شديد الشبه بغانيمد لجهة الفوهات الناجمة عن الارتطامات ولكنه يختلف عنه لجهة الأخاديد التي يخلو منها تماما. التقطت المساير الفضائية < فواياجير > له صورا تظهر تكوينا دائريا واسعا تتخلله تجاعيد متراكزة سببها دون شك ارتطامه بنيزك ضخم.


الأقمار الصغرى :


تدور الأقمار الغاليلية الأربعة مع أربعة أقمار أخرى أصغر منها هي : ميتيس وأدراستيه وأمالتيه وتيبيه على المستوى الاستوائي للمشتري تقريبا. الأقمار الثمانية الأخرى الأكثر بعدا عنه تدور حوله في تشكيلتين مختلفتين. المستويات المحورية لكل من ليدا وهيمالايا وليزيتا وايلارا تنحني عن خط استواء المشتري بما يتراح ما بين 24،8 ـ 29 وتبعد عنه ما بين 11 ـ 12 مليون كلم. يبلغ محاور انانك وكارم وباسيفيه وسينوب ما بين 147 ـ 168 وتبعد عنه ما بين 21 ـ 24 مليون كلم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق