المريخ : الكوكب الأحمر


المريخ أو < مارس > مدين باسمه لاسم إله الحرب في الموتولوجيا الرومانية. عرف أيضا باسم < الكوكب الأحمر > بسبب تلك الصحارى الشاسعة من الغبار الأحمر التي تبدو على سطحه. تذو الرياح العاتية التي تعبث بجوه القليل الكثافة ذلك الغبار الأحمر عاليا بحيث يشكل غيوما كثيفة تحجب مساحات واسعة من سطح ذلك الكوكب.


المريخ ابعد الكواكب الأرضية ينهي دورته حول الشمس خلال 687 يوما مع متوسط بعد عنها يبلغ 228 مليون كلم. نتيجة كون محوره مختلف المراكز بعض الشيء فإن المسافة التي تفصله عن الشمس هي 206،7 مليون كلم في حدها الأقصى.


عام 1877 م رسم الفلكي الإيطالي جيوفاني سياباريلي خريطة للمريخ تظهر فيها تضاريس طولية أسماها < القنوات >. أراد القوم في ذلك الزمن أن يروا في تلك القنوات مجاري مياه حقيقية ليتحدثوا بعد ذلك عن < حضارة مريخية ذكية ومتقدمة >. سرعان ما انتشرت هذه الفرضية الجذابة كبقعة زيت وتلقفها العديد من علماء الفلك بمن فيهم الأمريكي برسيفال لويل الذي أسهب في الكلام عن تلك القنوات. لسوء الحظ أثبتت الدراسات العلمية الفضائية عدم وجود أي أثر لتلك القنوات وبالتالي قضت على الحلم الجميل القائل بقيام حضارة ما في المريخ !.


اكتشاف المريخ بواسطة المساير الفضائية :


أول المعطيات العلمية الدقيقة التي وصلتنا عن المريخ عن طريق المساير الفضائية كانت تلك التي أتت بها المهمات التي قامت بها المساير الفضائية < مارينز >. حلقت مارينز 4 فوق الكوكب وذلك في تموز عام 1965 م وعادت بواحدة وعشرين كليشة لسطح المريخ. لم يبدو في تلك الصور أي أثر للقنوات التي أشار إليها < لويل > رغم أنها أظهرت حقائق مهمة ومثيرة وخاصة الفوهات البركانية. تمت معرفة المزيد من خلال رحلتي مارينز 6 ومارينز 7 في العام 1969 م اللتين قدمتا الكثير من المعلومات المفيدة الهامة. في تشرين الثاني من العام 1971 م اتخذت مارينز 9 لنفسها مدارا حول المريخ وبتث ما يزيد على 7000 صورة في الأحد عشر شهرا التي تلت.


تم إنجاز خطوة كبيرة هامة عام 1976 م عندما توصل العالماء إلى وضع ميرين فضائيين من طراز < فايكنغ > على سطح المريخ. حطت فايكنغ 1 بهدوء في منطقة صخرية تقع على 20 من خط عرض الشمال تدعى < كريز بلانيتيا > و < فايكنغ 2 > في منطقة < ايتوبيا بلانيتيا > في الطرف الآخر من الكوكب في الدرجة 48 من خط عرض الشمال.


أظهرت الصور التي بثها هذان المسبران أن سماء هذا الكوكب ذات لون أحمر نتيجة للغبار الدقيق الذي يلف جوه. تم تسجيل ضغط جوي يقل بنسبة واحد بالمائة عن الضغط الجوي الأرضي. أما فيما يتعلق بجو المريخ فقد صرنا نعرف اليوم أنه يتكون بنسبة 95 بالمائة من غاز الكربون و 2،7 بالمائة من الآزوت و 1،6 بالمائة من الأرغون، بضاف إلى هذا بقايا قليلة من الأوكسجين وأوكسيد الكربون وبخار الماء.


تتفاوت درجات الحرارة تفاوتا هائلا على سطح المريخ في اليوم الواحد. قد تتجاوز 26 مئوية على خط الإستواء في الصيف بعيد الظهر لتهبط إلى 111 درجة مئوية تحت الصفر قبيل شروق الشمس.


تضاريس المريخ :


لقد كشفت لنا المساير الفضائية وجود تضاريس مثيرة للعجب والدهشة مثل تلك البراكين العملاقة الواقعة على هضبة < تارسيس > وأشهرها على الإطلاق < أوليمبس مون > وهو بدون شك أكبر براكين المجموعة الشمسية على الإطلاق.


تضريس آخر مهم < فال مارينيري >، إنه انشقاق هائل، اخدود هائل يتألف من شبكة معقدة من الانشقاقات تقع قرب خط الاستواء في نصف الكوكب الجنوبي. منح اسمه : < فال مارينيري > تخليدا لذكى رحلة مارينز 9 التي اكتشفت وجوده، يغطي هذا الأخدود ما يقرب من 4000 كلم.


اكتشفت مارينز 9 أيضا وجود عدد من الأودية المتعرجة الملتوية الشبيهة بمجاري أنهار جفت مياهها. ورغم أن الماء بشكله السائل غير متوفر على المريخ في أيامنا هذه إلا أن هذا لا يعني أن الحال كانت كذلك دائما. إذن ما الذي جرى ؟ كل ما نعرفه هو أن القبتين القطبيتين للمريخ مغمورتان بالثلج الكربوني. في بداية الصيف يذوب هذا الثلج ليسمح لنا برؤية مساحات واسعة مغطاة بالجليد. ربما كان باطن المريخ يختزن ماء مجلدا.

0 التعليقات:

إرسال تعليق