القمر


القمر هو الكوكب الطبيعي الوحيد التابع للأرض، ولكن بإمكانه إعتباره كوكبا ثانويا يشكل مع كرتنا الأرضية < كوكبا سيارا مزدوجا >، يشكل حجمه 1/81 من حجم الأرض. والواقع إذا نظرنا إلى أقمار سائر الكواكب لاحظنا أن حجم الكوكب يتجاوز حجم أقماره بآلاف المرات لا نستثني من ذلك سوى بلوتو وقمره شارون.


يبلغ قطر القمر 3476 كلم أي ما يزيد قليلا على ربع قطر الأرض. تتساوى المدة التي يستغرقها للقيام بدورة فلكية كالمة وهي 27،3 يوما ولهذا السبب يرى سكان الأرض دائما نفس وجه القمر. تتغير مسافة ابتعاد القمر عن الأرض من 356410 كلم عندما يكون في حال الحضيض ( أقرب نقطة إلى الأرض من فلك القمر ) إلى 406697 عندما يكون في حال الأوج _ أقصى حد في بعد القمر عن الأرض ).


تكون القمر


هناك عدة نظريات تحاول شرح وتفسير كيفية تكون القمر. بحسب نظرية الإنشطار أدى دوران الأرض السريع في فلكها بعيد تكونها بقليل إلى إنشطار قطعة منها. هذه القطعة الكبيرة تحولت لتصبح القمر. هناك رأي آخر لا يختلف كثيرا عما سبق سوى بالتفاصيل إذ يذهب أصحاب هذا الرأي إلى أن عددا من القطع الصغيرة تتأثرت في الجو نتيجة الدوران السريع للأرض، ثم ما لبثت هذه القطعة أن تجمعت لتشكل القمر. أنصار هاتين النظريتين اللتين ظهرتا في نهاية القرن التاسع عشر اتندوا فيما ذهبوا إليه بحكم كون متوسط كثافة القمر مشابه لكثافة الطقات الخارجية للأرض.


تزعم فرضية أخرى أن القمر تكون في مكان ما من هذا الكون الواسع مغاير للعام المجموعة الشمسية، وثم جدبه فيما بعد بواسطة قوة جادبية الأرض وهكذا بات تابعا لها. فيما يذهب البعض الآخر إلى أن القمر تكون متزامنا مع الأرض من غبار وبقايا وفضلات صغيرة بدأت بالدوران حول الأرض فور تكون هذه الأخيرة.


أكثر النظريات جدة هي نظرية < التصادم ـ القذف > : أي أن جسما ضخما يوازي قطره قطر المريح اصطدم بلأرض، فتأثرت عدة قطع نتيجة لهذا التصادم، ثم تجمعت هذه القطع لتشكل القمر.


لكن التحليل للعينات الصخرية القمرية التي عاد بها رواد الفضاء الذين كانو على متن السفينة الفضائية أبولو من على سطح القمر قبل ما يزيد على عشرين سنة أثبت أن العديد من هذه الآراء لا يستند إلى أساس واقعي خاصة نظرية الإنشطار أو الإنفصال وذلك لسبب بسيط جوهري : لقد أظهرت التحليلات فروقات أساسية وواضحة بين التركيب الصخري للقمر والتركيب الصخري للأرض. لا بد لنا من طرح هذه النظرية جانبا.


الفرضية التي تعتبر ذات قيمة في أيامنا هذه هي فرضية التصادم ـ القذف. حسب هذه النظرية أن الجسم الذي إرتبط بالأرض سرعان ما إستقر عليها ليشكل كل منهما نواة معدنية مركزية محاطة بغلاف صخري. أدى الإرتباط إلى تفتت الجسم الأصغر حجما، وهكذا جدبت نواة الأرض نواة ذلك الجسم فيما أخدت بقاياه الصخرية تدور حول الأرض قبل أن تتجمع وتتماسك لتشكل القمر. وهذا يفسر بوضوح مشابهة كثافة القمر لكثافة الأرض الخارجية.


التربة القمرية


تسهل علينا رؤية أبرز تضاريس هذا الكوكب التابع بالعين المجردة. تغطي البقع الكبيرة الداكنة :< البحارة > ما يقرب 15 بالمائة من مساحته، فيما تتألف باقي المساحات من مناطق جبلية تتميز بوفرة فوهاتها البركانية. استخدم منظار متطور أو تلسكوب يظهر لنا عددا من المناظر الأخرى كالسلاسل الجبلية والوهاد والوديان.


أبرز ما يميز سطح القمر هو تلك الفوهات البركانية التي تعد بعشرات الآلاف والتب تم إكتشافها سواء بمراقبات جرت إنطلاقا من الأرض أو بواسطة الأقمار الصناعية التي وضعت فيما مضى في مدار حول القمر. نتجت غالبية هذه الفجوات عن ارتطام حجارة نيزكية بسطح القمر في عصور قديمة جدا.


يلاحظ أن العدد الوافر من الفجوات الحديثة التكوين تقع في وسط خطوط هامة مشعة تمتد بعيدا فوق سطح القمر. ظهرت هذه الخطوط نتيجة القذف المتواصل لمواد معينة إثر الإرتباط النيزكي الذي أحدث الفجوة. بقي أن نذكر أن بعض الفجوات تزنر شعفة ( الشعفة : رأس جبل عال ) هي الأخرى ناتجةعن ذلك الإرتطام.


المساحات السهلية المعتمة الشاسعة هي نتيجة الحمم البكانية التي اكتسحت المناطق الوطيئة منذ حوالي 3،5 مليار سنة. ليس فيها سوى القليل من الفجوات مما يسمح لنا بالإفتراض إنها حديثة التكوين نسبيا، وإنها تكونت في حقبة تلت القصف النيزكي الأهم للقمر.

0 التعليقات:

إرسال تعليق