الزهرة


هي الكوكب الداخلي الثاني بعد عطارد، تستغرق دورة الزهرة حول الشمس 225 يوما بمتوسط بعد 108 ملايين كلم. إنها الكوكب الأقرب إلى الأرض والذي يبدو لنا الأكثر لمعانا وبريقا اللهم إذا إستثنينا الشمس والقمر. مرد هذا البريق يعود إلى طبقة الغيوم الكثيفة التي تحيط بهذا الكوكب وتعكس حوالي 79 بالمائة من الأشعة الشمسية التي تصل إليه.


محجوبا بتلك الغيوم فإن الوجه المرئي للزهرة لا يتيح لنا أي معلم يسمح لنا باحتساب المدة التي يستغرقها دورته حول نفسه. ومع ذلك فإن الإشارات التي بثتها الرادارات منذ عام 1961 م ومصدرها سطح الزهرة قدمت لنا المزيد من المعلومات. من أبرز هذه المعلومات التوصل إلى معرفة أن المدة التي تستغرقها الزهرة للدوران حول نفسها هي 243،02 يوما، كما عرفنا مسار هذه الدورة يتم بعكس البروج، أي بعكس الحركة المحورية، وهذا أمر إستثنائي فريد.


يتكون جو الزهرة في القسسم الأكبر منه من غاز الكربون إضافة إلى عناصر أخرى عديدة منها : بخار الماء والأرغون والكريبيتون والزينون وانهدريد الكبريت. يرتفع جو الزهرة إلى حوالي 250 كلم، ولكن ما نسبته 95 بالمائة من حجمه يتركز في ما مسافته 27 كلم من الطبقة الداخلية. وهكذا فإن الضغط الجوي على سطح الزهرة أقوى 90 مرة مما هو على سطح الأرض. أما فيما يتعلق بدرجة الحرارة فإنها تتجاوز بسهولة 400 درجة مئوية وذلك لسبب وجيه جدا : تعمل كثافة ثاني أوكسيد الكربون على الاحتفاظ بحرارة الشمس على سطح الكوكب وتحول بينها وبين التشتت في الفضاء.


كل المعلومات التي بحوزتنا عن الزهرة مستقتة من المسايير الفضائية الأمريكية والسوفيلتية. المعطيات الطوبوغرافية المرسلة من الرادارات أظهرت أن سطح الزهرة مؤلف من سهول فسيحة متماوجة، تحيط بها مناطق جبلية أهمها المنطقة المعروفة باسم < أفروديت تيرا > الواقعة على مستوى خط الإستواء، و<عشتارتيرت> الواقعة في الشمال. وتشتمل هذه الأخيرة على أعلى قمم الزهرة وهو جبل ماكسويل الذي يبلغ إرتفاعه حوالي 11000 م. بالقرب من جبل ماكسويل هذا هناك فجوة ناتجة عن ارتطام بقطر 100 كلم وبعمق 1500 م، وفي وسطها فجوة ثانية أصغر حجما، بقطر 55 كلم وبعمق 1000 م. يعادل مجمل المساحة التي تغطيها عشرات مساحة أوستراليا. أما مقاسات أفروديت فيمكن مقرنتها مع مقاسات أفريقيا.


في منطقة جبلية ثالثة أصغر من سابقيتها يلاحظ وجود بركانين يظن بأنهما ثائرين، < ريامونس > و < تيامونس > يبلغ ارتفاعها حوالي 4000 م.


وأخيرا واحدا من أهم التضاريس التي تجدر الإشارة إليه في الزهرة التقصف الضخم لقشرة الكوكب مما شكل وهدة عملاقة عرفت باسم < ديانا شلسما >، وهدة عملاقة شبيهة بوهدة < فال مارينيري > الواقعة في المريخ. يبلغ عمق هذه الوهدة حوالي 2000 م وعرضها 300 كلم. إنها أكبر حفرة نتجت عن انخساف عرفته الزهرة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق