النظام الشمسي


الأرض التي نعيش عليها واحدة من تسعة كواكب رئيسية تدور جميعها حول الشمس. بالإضافة إلى هذه الكواكب التسعة هناك عدد آخر من الأجرام والأجسام الفضائية الأصغر حجما تنتمي إلى هذه المجموعة الشمسية. نعني بذلك النيازك والمذنبات، والحجارة النيزكية والغبار البينجمي ( الواقع ما بين الكواكب أو النجوم ).


تقسم كواكب المجموعة الشمسية إلى قسمين متمايزين. الكواكب الأربعة الداخلية الأقرب إلى الشمس وهي : عطارد، الزهرة، الأرض والمريخ. وهذه الكواكب متواضعة الأحجام نسبيا وذات طبيعة صخرية شبيهة بطبيعة الأرض، من هنا نسميها < الكواكب الأرضية > ( نسبة إلى الأرض ). الكواكب الخمسة الباقية تعرف باسم الكواكب < الخارجية >. إنها أبعد بكثير عن الشمس من سابقاتها. كواكب هذه المجموعة هي : المشتري، زحل، أورانوس، نبتون، بلوتو. وهي جميعها ـ باستثناء بلوتو ـ كواكب عملاقة ذات طبيعة غازية، وهي تعرف أيضا باسم < الكواكب المشترية > نسبة إلى المشتري الذي يعتبر طرازها الأمثل.


تكون المجموعة الشمسية والنظام الشمسي


إن الشكل الحالي لكواكب المجموعة الشمسية يقدم لنا مجموعة من المؤشرات والعلامات والدلائل التي تسمح لنا بمعرفة كيفية تكون الشمس وما يحيط بها من أجرم. لقد أتاحت المراقبة المستمرة لعلماء الفلك بالتوصل إلى نظرية حول هذا الموضوع تحظى بإجماع هؤلاء العلماء، على الأقل بخطوطها العريضة.


يعود أصل المجموعة الشمسية إلى غيمة ضخمة كانت في حال دوران مستمر < السديم الشمسي >. تتألق تلك الغيمة من غاز وغبار وجزيئات من الجليد. تقلصت هذه الغيمة تحت تأثير الجادبية بحيث ازداد وسطها كثافة وحرارة وقوة ضغط.


ادى استمرار هذه الغيمة غير العادية في الدوران، ادى بها لتغدو مسطحة شيئا فشيئا، وهكذا تحولت مع الأيام إلى ما يشبه أسطوانة هائلة. انطلاقا من وسط هذه الأسطوانة تكونت الشمس، التي أخذت تدور حولها حلقات متراكزة ( موحدة المركز ) من مادة أدى تكثفها فيما بعد إلى ظهور الكواكب الشمسية. على كل حال تبدو هذه النظرية معززة ومؤيدة بكون مدارات كواكب المجموعة الشمسية تقع جميعها ضمن سطح واحد تقريبا.


تشكلت المواد الداخلية من المواد الأكثر ثقلا. فيما شكلت المواد الأخف وزنا الكواكب الخارجية وبشكل خاص من الهيدروجين والهيليوم المتوفرين في محيط الغيمة. لقد تم دفع هذين الغازين باتجاه محيط الغيمة من وسطها بفعل الحرارة المنبعتة من الشمس الآخذة بالتكون، مما يفسر قلتهما في الكواكب الأربعة الداخلية.


أخذت جزيئاتصغيرة تتحرك داخل السديم الشمسي تتحد، وتلتصق إحداها بالأخرى لتشكل < أجساما > صغيرة طول القطر الواحد منها بضع عشرات من الكيلومترات. أخذت هذه الأجسام هي الأخرى تتحد فيما بينها مع الأيام مكونة < أجساما > جديدة أكبر من سابقتها بالطبع، لينتهي بها الأمر إلى تشكيل ما سميناه الكواكب الداخلية المعروفة في أيامنا هذه. هذه الأجسام الفضائية هي عيارة عن كتل صخرية غنية بالمواد الثقيلة مثل الحديد، السسليسيوم والألومنيوم.


في تلك المرحلة كانت هذه الأجرام الفضائية مكونة من الغاز والصخر الذائب وذلك لأنها كانت معرضة لحرارة عالية جدا. نتج عن ذلك غتجاه الأجسام الثقيلة نحو الوسط والقلب، فيما بقيت الأجسام الأخف وزنا على السطح. وهذا ما يفسر لنا سبب تمتع الكاكب المساة < أرضية > بنواة غنية بالحديد وبقشرة خارجية صخرية، فيما بددت حرارة الأشعة الشمسية الجو الأساسي السميك لهذه الكواكب.


تكونت الكواكب الخارجية بالطريقة نفسها. أخذت أنواع عدة من الغازات المتوفرة بكثرة من المناطق المحيطة بالشمس تتجمع حول نواة صخرية اساسية. وهكذا أخذت تكبر وتتسع كواكب غازية عملاقة ذات جو غني بالهيدروجين يحيط بنواة صخرية قياساتها شبيهة بقياسات نواة الكواكب الأرضية.


عرفت تلك المرحلة أحداثا غاية في الأهمية بدلت كثيرا في وضع < النجمة ـ الوليدة > الواقعة في قلب ذلك السديم. لقد أدى الارتفاع المطرد في درجة حرارة وكثافة النواة إلى حدوث تفاعلات ذرية رافقها إشعاع ضوئي هائل. وهكذا < أضاءت > الشمس في الوقت نفسه الذي < تكونت > فيه الأرض. من أبرز ما يميز هذه المرحلة تفجر الطبقات الخارجية للشمس الوليدة وتناثر حطامها في الفضاء. اصطدم الكثير من هذا الحطام بسطح الكواكب الحديثة التكوين محدثا فيها الحفر والفوهات التي نلاحظها عليها اليوم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق