بلوتو


لم يقدم اكتشاف نبتون كل الأجوبة الشافية على الأسئلة العديدة التي طرحتها حركة أورانوس غير العادية وغير المنطقية، وهكذا مال العلماء إلى الظن أن عليهم البحث عن كوكب آخر لا يزال مجهولا لديهم. بعد سنوات من الأبحاث التي لم تؤد إلى أية نتيجة، أبحاث قام بها بشكل أساسي برسيفال لويل توصل فلكي أمريكي شاب هو كليد طومبو إلى تحديد موقع هذا الكوكب الغامض وذلك عام 1930 م ( بعد مرور 14 سنة علر وفاة لويل ). أطلق على هذا الكوكب ااسم بلوتو ( بلوتون ) وتبين أن مداره هو المدار الأكثر انحرافا عن المركز من بين جميع كواكب المجموعة الشمسية. تستغرق المدة التي يقضيها بلوتو لإنحراف دورة واحدة حول الشمس 248 سنة بمتوسط بعد 5900 مليون كلم، ولكن خلال عشرين سنة من دورته هذه يصبح مداره داخل مدار نبتون، وفي هذه الحال يصبح أكثر قربا منه إلى الشمس.


بلوتو أصغر الكواكب الشمسية قطره حوالي 2300 كلم أي حوالي سدس قطر الأرض. عام +1987 م لاحظ الفلكي جايمس كؤيستي العامل في مرصد البحرية الأمريكية تطولا بسيطا على صورة فوتوغرافية إلتقطت لبلوتو. كما لاحظ العديد من الفلكيين الشيء نفسه.


استنتج هؤلاء أنه لا بد من وجود قمر تابع لبلوتو. عرف هذا القمر باسم شارون ويدور حول الكوكب على متوسط بعد 19000 كلم، وتستغرق دورته 17 د 9 سا 6 أيام، أي عمليا ما يوازي دورة بلوتو المحورية. يوازي حجم هذا الكوكب التابع نصف حجم كوكبه تقريبا وهكذا يمكن اعتبار تجمع بلوتو ـ شارون كوكبا مزدوجا.


أدى إكتشاف شارون إلى المساعدة على احتساب كثافة بلوتو وهي 0،003 بالنسبة لكثافة الأرض. أما فيما يتعلق بالثقل النوعي فهي أقل من نصف الثقل النوعي للماء، وهذا طبيعي جدا بالنسبة لكوكب بشكل أساسي من الميتان المجلد. نظرا لقلة كثافته لا يمكن لبلوتو أن يكون سبب الاضطرابات الغامضة المصدر التي تلاحظ على كل من أورانوس ونبتون، ويعتقد العلماء أنه آجلا أو عاجلا لا بد من اكتشاف كوكب مجهول آخر قد يقدم لنا تفسيرات مقبولة ومعقولة لما يحدث في هذين الكوكبين. وبالفعل لقد تم اكتشاف كوكب جديد ما زلنا بحاجة إلى معرفة الكثير عنه إذ أن المعلومات المتوفرة عنه نادرة جدا.

0 التعليقات:

إرسال تعليق